ولد الحاج مصطفى بن محمدالهردوسي عام 1914 في منطقة بلثروث بلدية ثليجان دائرة الشريعة ولاية تبسة ف. حـفـظ القران في قريته وعمره 16 سنة ثم انتقل إلى تونس زاوية سيدي إبراهيم بنفطة لتلقي العلم و زاوية (الشيخ مصطفى بن عزوز) فتحصل رعلى شهادة التطويع سنة 1934 ثم انتقل بعدها إلى جامع الزيتونة ؛ ولم ينل منه أي شهادة وعزم على العودة ألى الوطن لظروف قاسية فلم يتمكن من الذهاب بعيدا في التحصيل العلمي اين عمل مصلحا لما يتميز به من حكمة و رزانة و رجاحة عقل.
عــاد إلـى الجزائر عام 1935 واتخذ من الدرمون قلعة الثوار وموطن الاشراف ومهد الحضارات مركزاً له وفى بلثروث انطلق في دروسه التعليمية وواصل الليل بالنهار لإنقاذ هذا الشعب من الجهـل وذل الاستعمار الفرنسي للجزائر ، وبدأت آثار هذا الجهد تظهر في التغيير الاجتماعي والنفسي للاهالي؛ حيث بدأت تختفي مظاهر التأثر والخوف من الفرنسيين وبدأ الناس يلتفون حوله .
وكالعادة ضُيّق على الحاج، فنصحه المشايخ و الاصدقاء بالانتقال إلى غرب الجزائر ، فاستـعاب ذلك ، وبقي وفيا لما اتى به. وفي عام 1943 تــولـى مهام ممثل حزب الشعب بالمنطقة فقام بالمهمة خير قيام.
وفي عام 1947 انتقل الحاج إلى القدس المحتلة حاجا على الاقدام رفقة ثلة من الابطال اين اصطدموا في العام الموالي بالحرب العربية الفلسطينية عام1948 اين شارك فيها رفقة الاحرار الذين كانو معه باسم الجزائر المستعمرة انذاك وابلو البلاء الحسن بعد أن ضاعو قبلها في الصحراء أشهرا ،
انتقل الحاج إلى مكة المكرمة اين ادى مناسك الحج عام 1949 ومما يروى عنه من اصدقائه و مرافقيه في الرحلة أنهم وجدواشاحنة في صحراء النقب و قد استلت عجلتها من مكانها و دخلت حقل الالغام اليهودي فكان أن قايض الحاج مصطفى بن الهردوسي صاحب الشاحنة ان ينقلهم معه إلى الحدود السعودية الاردنية اذا ما اخرج له عجلة الشاحنة من حقل الالغام وكانت في نظر الجميع مخاطرة لا تمثل البقاء على قيد الحياة إلا أن الحاج مصطفى نفذها بجدارة واستحقاق فقد تتبع اثر العجلة في حقل الالغام وعند وصوله اليها رفعها على راسه وعاد على نفس المسار .
رحلة الحج جعلت الحاج يكتمل نضجا سياسيا فاصبح زعيما ، بما تمثله الكلمة من معنى
من صفاته أنه ليس من الناس الذين يتكلمون ولا يفعلون ، قبل اندلاع الثورة بايام قليلة اتصل به مجموعة من المجاهدين الافذاذ مثل عثمان التكوكي و بخوش البوسالمي و غيرهم اين تكونت الخلية الاولى بمنطقة الدرمون بعد اندلاع الثورة بمدة اكتشف امره فقبض عليه ونكل به إلى ان فر بمساعد احد المجاهدين المتخفين في زي الحركة ولدواعي امنية تم تحويله إلى جبل بني صالح او كما يسميه المحتل بني صالو وظل مجاهد هناك إلى أن اصيب في قدمه اليسرى في نوفمبر 1956 وتم نقله إلى تونس لتلقي العلاج ومنها حول إلى التقاعد نظرا لخطورة اصابته وصدور قرارات الصومام .
ظل الحاج مصطفى مسبلا في تونس يجمع المؤن و يتصل بالمجاهدين بالقاعدة الشرقية إلى غاية الاستقلال، اصبح بعدها عضوا في حزب جبهة التحرير الوطني ثم عين كحافظ امن بمدينة الشريعة (chombit) إلى غاية أن التحق بالرفيق الاعلى في اكتوبر عام 1978 بعد مرض القلب الذي لازمه مدة من الزمن .
كان الحاج مصطفى بن الحاج محمد الهردوسي مثال الرجولة و الانفة و الكبرياء ، رحم الله الرجل واسكنه فسيح جناته.
بقلم نبيل زرفاوي
عــاد إلـى الجزائر عام 1935 واتخذ من الدرمون قلعة الثوار وموطن الاشراف ومهد الحضارات مركزاً له وفى بلثروث انطلق في دروسه التعليمية وواصل الليل بالنهار لإنقاذ هذا الشعب من الجهـل وذل الاستعمار الفرنسي للجزائر ، وبدأت آثار هذا الجهد تظهر في التغيير الاجتماعي والنفسي للاهالي؛ حيث بدأت تختفي مظاهر التأثر والخوف من الفرنسيين وبدأ الناس يلتفون حوله .
وكالعادة ضُيّق على الحاج، فنصحه المشايخ و الاصدقاء بالانتقال إلى غرب الجزائر ، فاستـعاب ذلك ، وبقي وفيا لما اتى به. وفي عام 1943 تــولـى مهام ممثل حزب الشعب بالمنطقة فقام بالمهمة خير قيام.
وفي عام 1947 انتقل الحاج إلى القدس المحتلة حاجا على الاقدام رفقة ثلة من الابطال اين اصطدموا في العام الموالي بالحرب العربية الفلسطينية عام1948 اين شارك فيها رفقة الاحرار الذين كانو معه باسم الجزائر المستعمرة انذاك وابلو البلاء الحسن بعد أن ضاعو قبلها في الصحراء أشهرا ،
انتقل الحاج إلى مكة المكرمة اين ادى مناسك الحج عام 1949 ومما يروى عنه من اصدقائه و مرافقيه في الرحلة أنهم وجدواشاحنة في صحراء النقب و قد استلت عجلتها من مكانها و دخلت حقل الالغام اليهودي فكان أن قايض الحاج مصطفى بن الهردوسي صاحب الشاحنة ان ينقلهم معه إلى الحدود السعودية الاردنية اذا ما اخرج له عجلة الشاحنة من حقل الالغام وكانت في نظر الجميع مخاطرة لا تمثل البقاء على قيد الحياة إلا أن الحاج مصطفى نفذها بجدارة واستحقاق فقد تتبع اثر العجلة في حقل الالغام وعند وصوله اليها رفعها على راسه وعاد على نفس المسار .
رحلة الحج جعلت الحاج يكتمل نضجا سياسيا فاصبح زعيما ، بما تمثله الكلمة من معنى
من صفاته أنه ليس من الناس الذين يتكلمون ولا يفعلون ، قبل اندلاع الثورة بايام قليلة اتصل به مجموعة من المجاهدين الافذاذ مثل عثمان التكوكي و بخوش البوسالمي و غيرهم اين تكونت الخلية الاولى بمنطقة الدرمون بعد اندلاع الثورة بمدة اكتشف امره فقبض عليه ونكل به إلى ان فر بمساعد احد المجاهدين المتخفين في زي الحركة ولدواعي امنية تم تحويله إلى جبل بني صالح او كما يسميه المحتل بني صالو وظل مجاهد هناك إلى أن اصيب في قدمه اليسرى في نوفمبر 1956 وتم نقله إلى تونس لتلقي العلاج ومنها حول إلى التقاعد نظرا لخطورة اصابته وصدور قرارات الصومام .
ظل الحاج مصطفى مسبلا في تونس يجمع المؤن و يتصل بالمجاهدين بالقاعدة الشرقية إلى غاية الاستقلال، اصبح بعدها عضوا في حزب جبهة التحرير الوطني ثم عين كحافظ امن بمدينة الشريعة (chombit) إلى غاية أن التحق بالرفيق الاعلى في اكتوبر عام 1978 بعد مرض القلب الذي لازمه مدة من الزمن .
كان الحاج مصطفى بن الحاج محمد الهردوسي مثال الرجولة و الانفة و الكبرياء ، رحم الله الرجل واسكنه فسيح جناته.
بقلم نبيل زرفاوي